يا من رحلت إلى البعيد
تركت في القلب نحيب
وجعلت الحرف يشكو الأنين
وأقفلت أمام قلبي أبواب الحنين
ولم يبق من ذكراك إلا القليل
فصار حلمي الجميل يتيم
وغدت دنياي حزين كئيب
رحلت وأثقلت الضمير
رحلت وأشعلت اللهيب
رحلت وأخلدت الهمس
في نوم عميق
فصار الصمت عنوان الحياة
وضاع النبض في التمني
وأصبح الفؤاد يعزف ألحانا
تغرق الروح في البكاء
تذكرتك يوما عندما قلت:
سأظل وفية حتى وإن رحلت
سيجمعنا الهوى في أفق السماء
لكن هانحن هنا على أرض الحياة
رحلت وتركتني أصارع الاكتواء
وأخوض معركتي مع الاكتفاء
من وجع وألم وجرح دون لقاء
رحلت وزرعت في وجداني
أشواقا لا تنطفئ ولا تسكن
رحلت وجعلت موج العشق
يحملني إلى متاهة الشجن
حيث الحنين جراحه لا تندمل
وحيث الذكرى ناره لا تنطفئ
تعلمت منك الغرام و الهوى
وجعلته في قلبي حلم الحياة
وكتبته بين دفاتري نبض أمل
ورسمته على جدران روحي
صورا من الأماني و الرجاء
تعلمت منك أن البحر سفر
وأن الموج زورق نركبه
لنبلغ وطننا وطن العمر
حيث الصباح إشراقة
لحلم يجمعنا سويا
حيث المساء غروب
لوهم الرحيل و الجفاء
حيث الليل ثوبا نرتديه
ليحمينا من نسائم الهوى
تلك التي تعصف بنا
عندما يراودنا هاجس الغياب
ويخترق وطنا شبح الفراق
وتعربد بنا أوهام الشك
بقلم ابو معتز الطرهوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق