السبت، 25 سبتمبر 2021

 يا من رحلت إلى البعيد 

تركت في القلب نحيب 

وجعلت الحرف يشكو الأنين

وأقفلت أمام قلبي أبواب الحنين

ولم يبق من ذكراك إلا القليل 

فصار حلمي الجميل يتيم 

وغدت دنياي حزين  كئيب 

رحلت وأثقلت الضمير 

رحلت وأشعلت اللهيب 

رحلت وأخلدت الهمس 

في نوم عميق 

فصار الصمت عنوان الحياة 

وضاع النبض في التمني 

وأصبح الفؤاد يعزف ألحانا 

تغرق الروح في البكاء 

تذكرتك يوما عندما قلت:

سأظل وفية حتى وإن رحلت

سيجمعنا الهوى في أفق السماء

لكن هانحن هنا على أرض الحياة

رحلت وتركتني أصارع الاكتواء 

وأخوض معركتي مع الاكتفاء 

من وجع وألم وجرح دون لقاء

رحلت وزرعت في وجداني 

أشواقا لا تنطفئ ولا تسكن 

رحلت وجعلت موج العشق 

يحملني إلى متاهة الشجن 

حيث الحنين جراحه لا تندمل 

وحيث الذكرى ناره لا تنطفئ

تعلمت منك الغرام و الهوى 

وجعلته في قلبي حلم الحياة 

وكتبته بين دفاتري نبض أمل 

ورسمته على جدران روحي 

صورا من الأماني  و الرجاء 

تعلمت منك أن البحر سفر 

وأن الموج زورق نركبه 

لنبلغ وطننا وطن العمر 

حيث الصباح إشراقة 

لحلم يجمعنا سويا 

حيث المساء غروب 

لوهم الرحيل و الجفاء 

حيث الليل ثوبا نرتديه 

ليحمينا من نسائم الهوى 

تلك التي تعصف بنا 

عندما يراودنا هاجس  الغياب 

ويخترق وطنا شبح الفراق

وتعربد بنا أوهام  الشك 

بقلم ابو معتز الطرهوني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...