الاثنين، 27 سبتمبر 2021

 ذكريات


ماذا.. لو أن حبيبتي

ضحكتها.. ملأت الدّنيا 

أنغمًا.. وصار حضنها

الرّحبُ.. تشرق له الشّمس 

ويرقد.. القمرُ


ويبتسم الرّبيع.. بين شفتيها

الغليظتين.. وينمو البرعمُ.. ويزهرُ


ماذا.. لو أن حبيبتي  

غرقَ.. في أعماق

عينيها الواسعتين.. النّجم والبحرُ


وصار شَعرها.. المفتول خيطً 

من ذهبٍ.. يرفرف

كقطعة قماش.. يسافرُ


على أبراج.. النّسيم البارد 

كعصفور.. يطيرُ


كزورق.. على الموجِ الأزرقِ

دونما.. أشرعةٍ يبحرُ


ماذا.. لو أني زرعت

على شفتيها.. الدّافئتين

رسائل الشّوق.. قبل الرّحيل، 


فماعاد العمرُ.. 

بعد دخول الشّتاء.. ينتظرُ


وماعادتْ هناك.. حدائقٌ غناءة

نستريح فيها.. بعد الجفاف 


وماعاد الرّبيع.. يزورنا

بعد ماصار.. الأخضرُ 

أصفرُ..


وماعاد.. أريج الياسمين

ينعشنا.. ولا السّوسن

عاد.. كعادته يبهرُ 


فاستريحي.. على ذراعي

كعصفورٍ جريح.. 

فماعادت.. الغربان تقبلنا 

ولا الفراش.. ولاالطّيورُ


و لا السّماء صارت.. كأي شتاء فضية

ولا غيمها الحزين.. صار يمطرُ


إني ملأت لك.. الدّنيا حروفا

فارسلي على صدري.. شعرك والضفائرُ


واتركي بسمتك.. على القبقاب

واتركيني على.. سرير صدرك أموت 

مستريحا.. كأي طير جريح.. يحتضرُ


   إدريس الصغير  الجزائر

      04جانفي 2018م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...