الخميس، 2 سبتمبر 2021

 ((  حتى بلغَ التراقي   ))


توهّمتُ أنّ فلسفةَ الفصول 

قد تُغيِّرُ مجرى الأنهار 

وأنَّ بطونَ الغيوم الحُبلى 

تغسلُ فجِاجَ الأرض 

حتى كَبُرَ عودي وامتلأت قراطيسي 

باتَ شجوي يؤرقُ مخدعي 

جاحظةُ العين نحو أسرابٍ مهاجرة 

حَبُّ البِذارِ يوم زرعته 

أوهى تُربتي بأملاحِ السِقام 

فتدحرجتْ بأغصانها العاثرة 

سئِمتُ الجُرحَ إذ يتجدّدُ نزفه 

على ألواحِ الليالي وأقمارها 

لم تَطِبْ أعيادي أو مولدي 

تزاورني شمسي بثوبٍ طاهرة 

أنىّ لعمري الذكرى 

تجاعيد أوراقي تضُجُّ بالرثاء 

وإذ مهيب الموجِ يقذفني 

إلى سواحل ٍ بلا شطآن 

توهّمتُ أني برئتُ من الأسى 

يوم جاءني يكبو بأشرعةٍ

وإذ هو يدِفُّ حوله سُحب الهجران 

يندَسُّ بين أوردتي 

ينثالُ على مسمعي بأطياب الكلام 

وفي لحظِ الوفاقِ ينسابُ متجهما 

يغرقُ الأشواقَ بأذرعِ الطوفان 

قد أشبعَني بهالاتِ الرماد 

تعرّى قلبه ، أغلقَ الأبواب 

وانكفأتْ نبضاته في كومِ احتراق 

ابتلعتُ الدمعَ أناجي خالقي 

حناجرُ الألم تصدحُ بين جدراني 

انهملتْ رعوده فأرمدتِ الأهداب 

غدونا نشربُ السرابَ من محيطِ البعاد 

وأمسى يُتأتئ ويلجمُ العناق 

أخذتُ رسمَ الدوائر من ثقوبِ الخريف

كتبتُ قصيدتي بتفعيلةِ الجفاء 

لستُ كطفلةٍ تبحثُ عن دُميةٍ

تحتَ أنقاضِ الخراب 

أو يُبهرُها شعاعٌ بعد المطر 

أما تدري أنكَ نخرتَ فؤادي

 ليلا بعد ليل 

 ليسقطَ مغشيّاً عليه 

في بئرٍ جاحدٍ مظلم 

فما دلّهم على موتي 

إلا فتات قلبي الذي تركت 

نَمْ ضريرَ العين 

لِيتجافى جنبُكَ عن المضاجع 

إذ أسرفتَ بقتلِ الهوى 

حتى بلغَ لحظة التراقي  .


    بقلمي/ سناء  شمه 

   العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...