الأحد، 1 أغسطس 2021

 خواطر سليمان ... ( ٧٣٠ )


إنه الله ٢٣


يا أيها الماء المهين من سوَّاكا

ومن الذي في ظلمة الاحشاء قد والاكا

ومن الذي غذاك من نعمائه

ومن الكروب جميعها نجاكا

ومن الذي شق العيون فابصرت 

ومن بالعقل قد حلاكا

ومن الذي تعصي ويغفر دائما

ومن الذي تنسى ولا ينساكا


إنه الله ... 

الذي بلغت به من منازل الإيمان ما جعلك ترجو رجاؤه فتسبق اليه كل رغبة عن بقية رغباتك  

إنه الله ... 

الذي تجعل خشيته اسرع إلى فؤادك من أي رهبة تخامر نفسك أمام أي قوة غير الله ... 


إنه الله ... 

الذي نظرت اليه فوجدته قائما عليك يحرسك ويرعاك ويعلم خلجات نفسك فيلهمك الحق ويجنبك السوء والعقاب .. 


نظرت الي رجلين نائمين في مكان واحد وتحت سقف واحد يغطون في نوم عميق ، هذا يرى انه ينعم في بستان وحوله كل ما يشتهيه ولا يود أن يستيقظ ابد الدهر لما يجد من لذة ... 


والآخر قد كتم عليه كابوس يجاوره الشقاء ويعذب بأحلام مرعبة كادت أن تزهق روحه ويود لو لم ينم ... 


فتساءلت من الذي يعلم بهما غير الله؟ 

تعطلت حواسهم إجمالا وتوقفت العين عن الأبصار واغمضت الجفون ... 

هاذين النفرين لا يعلم بهما الا الله ... 


ورفعت راسي واتسعت حدقة العين في هذا الفضاء وهذا الكون الرحيب ، فوجدت أن الله هو القائم على كل شئ في هذا الملكوت العظيم ... 

وخطر على بالي قوله تعالي

" لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "

غافر ٥٧


فهتف لساني قبل قلبي ... سبحان الواحد الأحد . 


سليمان النادي 

٢٠٢١/٨/١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...