الثلاثاء، 27 أبريل 2021

 هكنت  هناك


أسير  وحيداً 

وحيد 

في شارع السفر 

تحت  ضوء  أعمدة

الكهرباء 

في  ذاك  الليل  

الطويل 

ف غبت عن  الوعي

في  طريقي  و

حلمت  بكابوس

تهت  في  غيبوبة

الضياع

ثم دخلت ُ إلى  الكافتيريا  

القديم  لأتناول

فنجان   قهوتي  

كالمعتاد

و  بعد  قليل 

نظرت  إلى  الطاولة  التي

أمام الباب  

وجدتها  فراغة  لا   أحد  

يجلس  عليها  مازالت

مهجورة 

وكل  الكافتيريا  ممتلئ

بالزبائن  الغرباء

فسألت  صاحب

الكافتيريا  

لما هذه الطاولة  فراغة

لوحدها  

ضحك  و قال  لي

لما  تسألني  يا

هذا

فأنت  الذي تجلس  عليها    

منذ  البارحة  عندما

غفوت و نمت على

جرحك  القديم

و لم  تغادر   منذ  

الأمس  البعيد

و كان  يبدو  عليك 

التعب  و الإرهاق من

سفرك  الطويل   

فإستغربت  من  كلامه  

و قلت ُ له  

ربما  

أنا  هربت  من

حلمي  البارحة  و  

نسيت

أنا  كنت  هنا  في 

الأمس  

و لكني  لم  أعد  أتذكر

شيئاً  من  بقائي

بمنفاي

فالذاكرة   بدأت  تخونني

في  الرحيل

نسيت  نفسي  في  

أمسي  مع  ذكرياتي 

و اليوم  جئت  أبحث 

عن  نفسي 

في  زمني

القديم

علني  أشعر  بذاتي

يوماً و أعود  لما 

كنت  عليه 

بأمسي  لأحيا 

بمسير   رحلة  الموت  

البعيد

فرد   صاحب  الكافتيريا

علي   و  هو  يبتسم  و  

قال

إنسى  زمن  الأمس

يا  سيدي   

فمن  رحلَ  في  الأمس 

بات   في  عداد

الأموات

و الأموات  لا

تعود  من   ألمها  من

السفر 

فإغسل  زمن  الأمس

بدموع  ذكرياتك

و  ودع  هذه  الحياة

الظالمة

على  درب  الرحيل  

و إدعي

بموت  الظالمين 

من  بعدك   

إن   إستطعت   يا أيها

المنسي  

في  منفاك  الأخير   

و  نم  على  سطر  

القصيدة  

بمفردات  أحزانك 

لوحدك

و تذكر

بأنك   كنت  هناك

بيوم  

تتنفس  الحياة

قبل   أن  تنسى 

و كإنك    لم 

تكن  حجراً  

بجدار  التاريخ


مصطفى محمد كبار

حلب   عفرين   سوريا   ٢٠٢١/٤/١٩


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...