الخميس، 22 أبريل 2021

 شقراء


نمتُ  في الهوى  كشاربٍ  من  الخمر  خابية 

و حلمتُ  بوجه  الحبيبِ  كالعناقيد   الدالية 


فأسحرني حباته  كجمال الثريا   تزهو بقلبي

و  تلهو  على  شفاهي   كالماء  للورد  ساقية


شقراءٌ  تلك  التي أرسلتني  لحدود  الجنونِ

و أوقدت بمشاعري لحظات العشق  السامية


فأحببتها  بما غدا  الفؤادُ   يسافرني  بهواها

أتوه  بين ثغرها  مثل الطفلِ  أمهُ  له  حانية


يا  وردةٍ  أزهت  بعطر  ثغرها  في  صباحي

ياشمعةٍ أضاءت ليلتي كالقناديلِ تغدو عالية


يا زنبقة عيدي  في صبحها   تلبسني  عطراً

و تقرأني  ملحمة عشقها  ك شاعرة  و راوية


تمتطي  بجمالها صهيل  الحروف  بقصيدتي

تحرقني  برقصتها  كالفراشاتِ  تلهو  راضية


فأنتِ الهواءُ شهيق و زفيري  ياعمري الزاهي

أنتِ عاصمتي الأبدية بالعشق  فتيهي   بانية


فهواكٍ  قد  أشعلَ بجسدي  براكين  الأشواقِ 

فأنا ثملٌ أصارعُ جنون حبكِ برياحها  العاتية


إني أحبك أعشقك بل أشتهيكِ روحاً تأخذني

لدنيا الأحلامِ   لأرقصَ  معكِ   و أنتِ  حافية


لأحضنكِ  بعشق الزهرِ  للماء  لأدفءَ  جسدي

بحرارة اللقاء لأرسمكِ في سمائي قمراً عارية


فأحملكِ و أطيرُ بطيفكِ  كالحماماتِ  تتزاوج

بين سنابل القمحِ تعانق وجه السماء الساهية


في حبكِ  ياحبيبتي قدرٌ  يأسرني في  الهوى

يحملني  بنسائمَ الصبحِ  يجمعني بفتاة غالية 


يجعلني  أبتسمُ  بلحظاتي مهما  هوت  أيامي

في الشقاء ومهما عنت الدروب و كانت  بالية


فهاتِ  يديكِ  خذيني  مع الغيم  و حلقي  بي

ببحر عينيكِ  دعيني أغفو على نهدكِ  الزاهية


فجمال  العشقِ  رونقها  هو  اللقاءُ   يا سيدتي

فعانقيني بجنون  إنثى  و كوني  أنتِ  البادية


أشعلي  من حرارة  أجسادنا  ناراً  تحرقُ خجل

المرأةِ   فوق  السريرِ   نهرها   بالعطاءِ   جارية


سافري   في الخيالِ   حلماً   ربيعها  زهوراً   و

فراشاتٍ  تطيرُ  فوق  جداولٍ   شذاها  سارية


و إسكبيني   بكأسكِ   نبيذاً  و إشربيني  ثلجاً

أطفئي حرارة جسدكِ  مارسي  طقوساً حامية


و اتركِ  مناهجُ  الأخلاقِ  جانباً  فالعمرُ   ذاهبٌ

مانفعُ الحياةِ دون إنسجام بين غاوي و غاوية


لنا  قدرٌ  أن  نعتلي  وجه التلاقي  و نلهو  معاً

لنا أرواحنا  التي  لبعضها  بعشق  اللقاء  هاوية


ف قبليني و إفردِ بخصال شعركِ  فوق  وجهي 

مزقيني  فكلِي جنونٌ  و لمساتي  كلها   قاسية


هذه  اللحظاتُ  تبقى  عطرها  ذكرى  للعاشقينِ

وما أجمل  ذكريات العشق  إذ بقيت بنا  راسية 


في الهوى يسقطُ كل التقاليد و صواب  العقولِ

فالعشقُ  جنونٌ   و ما أجملَ  جنونكِ   الصافية  


فثوري بحبكِ  ياحبيبتي و إعتقِ  ثوب  الخجلِ

فإني  بحبكِ ورقٌ أبيضٌ و أنتِ القلمُ  و القافية


عيناكِ  و قد أسرتني  نظراتها  في صرح  الهوى

فأصابتني سهامُ الرمشِ بقلبي  بسحرها الرامية 


و أسقطتني   متيماً  بهواها   و  غزت   مملكتي

بجمالها فترى  بقبلةٍ  منكِ  كل جروحي  شافية


لإمرأةٍ تجعلني  أضحك و أفرح و أكونُ  سعيداً

إني   أتوه   بسكرتي   برائحة  جسدكِ   الزاكية


فلولاكِ  ما عشقتُ زمن النساءِ  ياحبيبتي  فإني

أينما  ألتفتُ  بوجهي  أرى صورتكِ  بكل  زاوية


شقراءٌ  تعودتْ  أن تغتالني  عشقاً  و تلهو  معي

فيا لروعة  الإغتيالِ   من  إمرأةٍ  جميلة   راقية


مصطفى محمد كبار  ............  حلب   سوريا

في   14/4/2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...