ساحل الرحمة
والليل يفترش وصال ود
لمن سكن في القلب يهنئ
وبات يرعى بوصاله ولا يغفو
رمى السكينة والشوق وبره
وأمسى لذاك الفجر يقتفي أثر
لحبيب ليس في القلب غيره
أعطى دون أخذ وقليل مايشكر
أنت ذاك الأب الرحيم بفضله
تعلم الفؤاد معنى ذاك الحب
أشرق بنوره ضوء الصباح ملوحاً
فيا رحيم القلب اتمم لي اللب
فقد غفوت عن ذكرك وشكرك
يا نعم القمر والشمس ونعم والابو
رعايتك لم تتركنا وان كنا نلهو ونلعب
فدم علينا فضلك ولفضلك نصبوا
إني أتيت بذنب عظم عنه الوصف
وأنت السكن لمن لا دار به يحضو
عذراً فأنا مقصر وأعترف ولا عنك يخفو
إني ذاك الذليل والفقير الحقير إليك جئت
فكلي أمل أن تديم نبضي لك حب
ألا أيها الليل الكريم تعلم بجهلي كيف يدبو
فقد غرتنا الاماني فعثنا بالغفلة نلهوا
اترانا بعيننا ام بعينك عنا تغفر وتعفو
فكل حبيب لنا غيرك ليس له جد
وكل شوق دونك لا يسمى شوق
أنت الغاية وأنت من برحمتك تسمو
فقد اعطيتنا من رحمتك بهرجةً
تزين لنا كرمك فطمعنا بعفوك نشد
غرتنا الاماني بجمالها فركضنا نغد
علمت الفؤاد لهفةً فلم نضع له حد
طغينا وتناسينا وأنت الجنة والعنب
فلا أنهار إلا أبواب رحمتك
ولا عسل إلا لذة لقائك
ولا ساحل دونك لبحر عليه نرسو
فأنت الكأس والخمر واللبن والشهد
وأنت مفتاح العلى والباب والرشد
وأنت السفينة ونوح إعتلى بفضلك
وأنت الآيات المحكمات والحمد
وأنت البيت والشجرة والنار والظل
من جهل حقك أعمى فأنا منه ابراء
فيا مجري السحاب أغثنا بغيثك الرحب
وأكرم من علمنا لطفك وصل على محمد
بقلم موسى العقرب
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق